تداول الأزواج هو استراتيجية غير تحكيمية تعتمد على الأداء النسبي لأصلين مرتبطين. على عكس طرق التداول التقليدية التي تعتمد على اتجاه السوق، يركز تداول الأزواج على تباين الأسعار بين ورقتين ماليتين، عادةً ما تكون أسهمًا. تتضمن هذه الاستراتيجية شراء الأصل المُقَيم بأقل من قيمته الحقيقية وبيع الأصل المُقَيم بأكثر من قيمته الحقيقية في نفس الوقت، مع التوقع أن تتقارب أسعارهما بمرور الوقت.
نشأت استراتيجية تداول الأزواج في أوائل الثمانينيات وتم استخدامها لأول مرة من قبل المتداولين الكميين وصناديق التحوط. يعتمد هذا المفهوم على الأساليب الإحصائية لتحديد أزواج من الأوراق المالية التي لها علاقات سعرية تاريخية. من خلال تحليل هذه العلاقات، يمكن للمتداولين تحديد القيمة النسبية لكل ورقة مالية ضمن الزوج.
تكمن جاذبية تداول الأزواج في موقفه المحايد تجاه السوق، مما يعني أنه يهدف إلى تحقيق الربح بغض النظر عن اتجاه السوق. يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص خلال ظروف السوق المتقلبة أو غير المؤكدة، حيث لا تعتمد الاستراتيجية على توقع تحركات السوق العامة. بدلاً من ذلك، تستغل الاستراتيجية التقييم الخاطئ بين أصلين مرتبطين، مما يوفر فرصًا لتحقيق عوائد ثابتة مع تقليل المخاطر.
يتطلب تداول الأزواج نهجًا منضبطًا يتضمن تحليلًا إحصائيًا دقيقًا وتنفيذًا دقيقًا. يجب على المتداولين مراقبة الأزواج المختارة باستمرار وتعديل مراكزهم مع تغير علاقة الأسعار. كما تتطلب الاستراتيجية أيضًا إطارًا قويًا لإدارة المخاطر للتعامل مع الانحرافات المحتملة عن الحركات السعرية المتوقعة.
باختصار، تداول الأزواج هو استراتيجية متقدمة تستفيد من الأداء النسبي لأصلين مرتبطين لتحقيق أرباح محايدة تجاه السوق. من خلال التركيز على التباعد والتقارب في الأسعار، يمكن للمتداولين استغلال عدم كفاءة السوق مع تخفيف المخاطر السوقية الأوسع.